-A +A
«عكاظ»(جدة)@okaz_sports
سجلت الأشواط والمنافسات المستحدثة في مهرجان الملك عبدالعزيز في نسخته السادسة، المقام حالياً في الصياهد، إضافة كبيرة على التنافس، حيث تراقب عيون الحاضرين من متخصصين ومُلاك ومحبي هذا النوع من الفعاليات، إبل السواحل الذين أتوا بها عبر النقل البري واستمروا مشياً يومين متتاليين، تكبدوا خلالها عناء السفر وتعب الطريق.

ولم تستطع العديد من الإبل القادمة من الساحل، بعد إنزالها في أرض المهرجان من القيام، بسبب استمرارها باركة طيلة مسافة الطريق للمشاركة في المهرجان، إذ يتوقع الكثيرون لهذه الإبل طفرة نوعية في تاريخها ومسيرتها في مسابقات مزاين الإبل القادمة، سواءً في المملكة أو المنطقة العربية أو العالم.


وخلال فعاليات المهرجان، الذي انطلق مطلع ديسمبر الحالي، نجحت إبل السواحل في لفت الأنظار إليها، من خلال مزايا عدة، ينتظر أن تُعلي من شأنها، ومكانتها في أي مناسبات أو مهرجانات تخص الإبل مستقبلاً.

ويتفق الكثيرون على أن مهرجان الملك عبد العزيز لمزاين الإبل ساعد ملاك إبل السواحل على الاهتمام بها، فضلاً عن إسهامه في رفع أسعارها بنحو 3 أضعاف حتى الآن.

وكان سعر إبل السواحل قبل المهرجان يتراوح بين 20 إلى 30 ألف ريال، وبعد السماح لها بالمشاركة في المهرجان في نسخته السادسة، يتراوح سعرها بين 80 و90 ألف ريال، ولا يستبعد مراقبون أن يرتفع السعر أكثر من ذلك في قادم الأيام.

أما إبل بادية الحجاز السواحل، وهي الإبل التي تتواجد في ثلاث مناطق من الجزيرة العربية، هي: منطقة مكة المكرمة، ومنطقة المدينة المنورة، ومنطقة تبوك، والحديث عنها مليء بالمعلومات والتفاصيل، وفيما تعتبر الإبل الساحلية الحمر أشهر إبل بادية الحجاز.

وتنقسم الإبل الساحلية إلى أربعة أقسام: أولها «العرابا» ومفردها (عِرْبية) وهي من أجمل الإبل في بادية الحجاز، وفي طبيعة مراعيها ترعى السهل وترعى الجبل، وخصوصاً الجبال التي ليست بالكبيرة، وتحتمل أرض الحر والبرد ولونها في العادة حمراء دمّية، ووبرة مناكبها وشعافها سوداء وعادة تكون شفقاء أي ألوان أديها عصماء بيضاء، أي بها قمار أو عفار، وتتميز بكبر جرمها وضخامتها وطولها، وكأنها تحالي الناقة الملحاء في جرمها، وتتميز أيضًا بكبر الرأس وطول الرقبة الجرداء، وتعتبر مشاربها ضافية وجميلة نوعاً ما، وليست بكشماء زقماء ولا بهدلاء وعريضة الخد وطويلة سِيِف اللحي، وكأنها جمالية الرأس أي تشابه رؤوس الجمال من الإبل، وأذانها بين الأذن الشرفاء والخرعاء، وتتميز بوسع النحر ودوفاء المناكب وطول الغارب وعرص الجوشن ووبرتها عكشاء وسنامها فاهق إلى الخلف، وكبيرة العيز وهزعاء العراقيب وشتراء الذيل، لا بالطويل ولا بالقصير وأخفافها متوسطة الحجم وتتميز بكبر ديسها وعرض أحاليلها.

وثاني أقسامها «السواحل» ومفردها «ساحلية»، وهي إبل أقل في الجمال وفي الجرم من الإبل العرابا، مع أنها تعتبر أكثر الإبل في بادية الحجاز، وهي إبل ترعى السهول الساحلية ولا ترعى في الجبال ولا تحب الديار الباردة، ولونها حمراء وعادة ليست بالدمّية، ووبرتها في العادة حصاء ليست بالعكشاء، ورقبتها طويلة جرداء ويميزها طول الغارب ورؤوسها ليست كبيرة مثل العرابا، وتعتبر كشماء أي زقماء ليس لها مشارب وسنامها في متوسط الظهر أي سنامها مقابل لصرتها وتتميز بطول الجنب وتتميز بوسع النحر، وهزع العرقوب وكبر الخفاف وذيولها أطول من العرابا بحجم قليل، وعريضة الفقار والعيز نوعاً ما وديوسها كبيرة جداً وأحاليلها عريضة وتتميز الساحلية بأنها من أغزر الإبل في الحليب.

ثالثها العوادي مفردها (عادي)، وسميت بالعادي لأنها تعدي الجبال والحرات والهضاب والوسوق بلغة بادية الحجاز، أي ترقى الجبال وترعى أشجارها وثمارها وأزهارها، وتكره في العادة مراعي الأرض الوطية والسهول، وهي أصغر الإبل الحمر حجماً، إلا أن شخوصها وحلاها جميلة ووبرتها عكشاء، جداً ولونها أحمر قرمزي، وقد يدخل بعضها في اللون الأحمر الدمي، ورؤوسها جميلة، ولها وجيه ضافية وآذانها مثل أذاني الناقة العِربية، وهي أقرب في الإبل من شخوص العِرِبية ومهاوي إخفافها صغيرة مثل أخفاف الذلول وأيذالها عريضة وصغيرة وكحلاء وأثداؤها متوسطة الحجم، وتتميز بأنها ألذ حليب في الإبل هو حليبها، بشهادة أكثر أهل الإبل في الجزيرة العربية، وذلك لأنها ترعى مثل ما يثمره النحل من ألذ وأجمل وأحلى النبات والأشجار والأزهار، التي تنبت في الجبال والوسوق والهضاب والحرات.

وآخر أنواعها هو الأركية، وهو النوع الذي لم ينل حظه من الاهتمام، إذ يشبه الإبل الباكستانية، ولكنها عربية أصيلة، وسميت بهذا الاسم لحبها لأكل شجر الأراك وتنتج الأركية أفضل أنواع الحليب، سواء في القيمة الغذائية أو الطعم المميز.